يعتبر حب الشباب مشكلة شائعة الحدوث، حيث أنه يصيب 80% من الناس بين عمر 12 – 30 سنة بمختلف أشكاله وأنواعه. وهو يحدث عادة استجابة لتبدلات في هرمون الذكورة في هذه المرحلة من الحياة، وما ينجم عنه من تضخم بالغدد الدهنية في الوجه والظهر والصدر والأكتاف واستعمار هذه الغدد من قبل نوع من البكتيريا.
ولا تكمن مشكلة حب الشباب فيه فحسب بل في الندبات والحفر الناجمة عنه والتي كثيراً ما تكون عميقة وقد تؤثر حتى على طبيعة حياة الشخص العامة. وتحدث هذه الحفر عادة بسبب تخريب الغدد الدهنية وما ينجم عنه من تشكل نسيج ليفي بين الجلد والأنسجة العميقة.
يمكن تقسيم هذه الندبات لعدة أشكال: الحفر بشكل تنقرات Ice-pick Scars والحفر مستديرة الحواف Rolling Scars والحفر المشابهة للندبات الناجمة عن جدري الماء Boxcar Scars.
إن الحفر بشكل تنقرات هي حفر ضيقة وعميقة وذات حواف حادة وتعتبر أصعب أشكال حفر حب الشباب علاجاً وعادة ما تتطلب إجراءات علاجية عميقة التأثير .
أما الحفر مستديرة الحواف فيكون الجلد فيها طبيعياً ولكنها تبدو بشكل إنخفاض تدريجي تحت مستوى الجلد الأصلي، وهي عادة عريضة وتعتبر الأسهل علاجاً بين أنواع حفر حب الشباب.
أما الحفر المشابهة لآثار جدري الماء فهي وسط بين النوعين السابقين حيث أنها عريضة ولكن انحدار الحفرة مفاجئ وعميق.
علاجات آثار حب الشباب:
يتم تحديد علاج الندبات حب الشباب لكل مريض على حسب نوع الآثار الموجودة لديه، وأحياناً نجري أنواعاً مختلفة من العلاجات لنفس المريض، كما قد يحتاج المريض لأكثر من جلسة للحصول على النتيجة المرجوة. من الضروري الحصول على قصة كاملة للمريض حيث أنه لا يستطيع إجراء أي إجراء لمريض يتناول أدوية معينة مثل الرواكيوتان، إذ يتوجب على المريض أن يوقف الرواكيوتان لمدة ستة أشهر على الأقل قبل إجراء العلاج التجميلي.
يمكن تقسيم العلاجات إلى إجراءات غير جراحية ـ وأخرى جراحية.
تتكون الإجراءات غير الجراحية من مالئات الفراغات ( Fillers ) والتي تقسم بدورها إلى مؤقتة مثل الكولاجين وحمض الهيالوروني ودائمة مثل الأرتيكول. كما تحتوي الإجراءات غير الجراحية كلاً من التنعيم الكريستالي، والتقشير الكيميائي ( بأحماض الفواكه، أو حمض الخل، أو محلول جسنر .... الخ ) وتقتصر الإجراءات غير الجراحية عادة على الندبات الخفيفة خاصة من نوع مدورة الحواف أما الإجراءات الجراحية فتتضمن استئصال الندبة، رفع الندبة Scar elevation، تطعيم الجلد في مكان الندبة auto grafting، طعوم الأدمة Dermal grafting، قص الندبة من تحت الجلد Subcision، سنفرة الجلد العميقة Dermabrasion، وسنفرة الجلد بالليزر Laser resurfacing.
وسأحاول هنا شرح بعض الطرق البسيطة والحديثة في علاج ندبات حب الشباب العمقية.
استئصال الندبة : Punch exision : ويتم عن طريق إزالة الندبة بشكل بيضوي وإعادة خياطة الجلد بشكل تجميلي ويتماشى مع خطوط الجلد الارتخائية ويتم ذلك عادة تحت التخدير الموضعي، وعادة ما تجرى هذه الطريقة للندبات من النوع بشكل تنقرات والندبات المشابهة لآثار جدري الماء .
استئصال الندبة مع التطعيم من منطقة خلف الأذن: حيث بعد استئصال الندبة بشكل دائري أو بيضوي يتم تطعيم الجلد في المكان بجلد طبيعي من خلف الأذن، ثم يتم خياطة الجرح خلف الأذن بشكل جمالي، ويتم سنفرة الجلد المطعم والجلد الأصلي في مكان الندبة السابقة بعد ستة أسابيع لإزالة الحواف الفاصلة بين الطعم والجلد الأصلي.
وعادة ما يشفى الجلد خلف الأذن بشكل جيد رغم أنه غير مهم جمالياً. وتجرى هذه عادة للندبات من نوع التنقرات والنوع المشابه لآثار جدري الماء.
رفع الندبة Punch elevation : حيث يتم فيها وبطريقة جراحية بسيطة رفع الجلد المنخفض في مكان الندبة إلى المستوى الأصلي وتجرى عادة للندبات المشابهة لآثار جدري الماء، ويتم بعد 6 أسابيع سنفرة الجلد في مكان الحواف لإزالة الحواف الناجمة عن عملية الرفع هذه .
قص الندبة تحت الجلد " Subsicion " : تجرى هذه العملية عادة لتحرير الندبة من النسيج الليفي الذي يشدها نحو الأسفل مما يؤدي لارتفاع الجلد في مكان الندبة للأعلى، وهي تجرى تحت التخدير الموضعي وكثيراً ما يتم إشراكها مع الليزر الوعائي للتخفيف من عملية النزف تحت الجلد وتسريع عملية الشفاء وتجرى عادة للندبات مستديرة الحواف وبعض أشكال من الندبات المشابهة لآثار جدري الماء.
إعادة تصحيح الجلد بالليزر Laser Skin resurfacing :
حيث هناك شكلان للعلاج بالليزر :
- الليزر بدون تقشير للبشرة Non Ablative وهذه تقنية جديدة نسبياً وتدعى تقنية الفراكسينال ليزر حيث يتم إحداث فجوات حرارية مجهرية في البشرة وصولاً لطبقات الكولاجين ومن ثم يقوم الجلد بترميم نفسه وبهذه العملية وتكرارها يحدث تحسن تدريجي للندبات قد يصل على 50% في بعض الأحيان اعتمادا على نوع الندبات وشدتها وعدد جلسات الليزر المطبّقة. وعادة ما نرى النتيجة النهائية بعد حوالي شهرين من آخر جلسة ليزر. وهناك أنواع عديدة من هذا النوع من الليزر بعضها يتطلب وضع صبغة معينة على الجلد ويتفاوت شدة الألم من جهاز لآخر. ومن محاسن هذا النوع من العلاج أن الألم فيه قليل ويستطيع المريض عادة مزاولة عمله بعد 2 – 3 أيام من الجلسة العلاجية. لأن الاحمرار والانتفاخ الحاصل بعد العلاج هو قليل جداً إذا ما تمّ مقارنته بليزر التقشير " الإريبيوم".
- الليزر مع التقشير Ablative Laser ويستعمل لهذه الغاية عادة ليزر Er-YAG والذي يقوم بإزالة الطبقات العليا من الجلد وصولاً إلى الجزء العلوي من الأدمة، وهو عادة يجرى تحت التخدير الموضعي.
يتم وضع ضماد مغلق بعد العملية ويتم تبديله فيما بعد كل يومين لفترة قد تصل حتى أسبوعين، وقد يبقى هناك بعض الاحمرار لفترة قد تصل حتى شهرين.
ويمكن ملاحظة التحسن خلال أسبوعين ولكن هذا التحسن يستمر بالوضوح حتى مدة 4 – 6 أشهر.
قد نلجأ أحياناً لعمل أكثر من إجراء لنفس المريض حيث قد نلجأ للتقشير الكيميائي أو الليزر بعد إجراء عملية قص الندبة من تحت الجلد. ويجب التنويه أنه لا يوجد علاج مثالي واحد فكل علاج هو علاج محدد لكل نوع من الندبات لدى كل مريض على حدا وعلى المريض أن يكون واقعياً في توقعاته فمن المستحيل لأي مريض بأي ندبة بأي علاج أن يحصل على نتيجة 100% ولابد من تعاون كل من الطبيب والمريض للحصول على أفضل نتيجة ممكنة.
د. باسل غويش-المركز الوطني لعلاج البهاق والصدفية ومشاكل البشرة بالرياض
الإثنين يونيو 30, 2008 12:46 am