منتدى الفتيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الفتيات

منتدى الفتيات
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمود فضيل التل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة فلسطين




انثى عدد الرسائل : 44
العمر : 33
الموقع : فلسطين
المزاج : رايقة وفاضية اشغال وبكه اشي اسمه دراسة ومدرسة متيسة مش مدرسة
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

محمود فضيل التل Empty
مُساهمةموضوع: محمود فضيل التل   محمود فضيل التل Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 03, 2008 7:48 pm

محمود فضيل التل.. شاعر ينتظر برد اليقين



لا ندري كيف تلتقي الاشياء وتجتمع اطياف شخوص بلا ميعاد ثم تعود لمطارحها البعيدة بلا راحلة او ناقلة، هل هي صدف طارئة، ام هي شدة الاشواق؟ واذا لم نستطع ادراك ما يجري فليس لنا الا ان نقول'' ''ولله الأمر من قبل ومن بعد''.
فقبل سنين التقينا بلا ترتيب او ميقات.. طرح الشاعر قصيدته ومشى، وقصيدته ذات عنوان عريض يتصدره ''خَلَف''، رجل من موروثنا الشعبي.
''أحزنْتَني يا خلف حزناً أكابده
والحزن في النفس لا يخفى على أحد
أبكيتني مرةً حين انتهيتَ إلى
هـذي النهايــــــة مهزومــــــاً بلا سنــد
فما لنا يا خلف.. لا نلتقي مرّة
كي نشتكي أمرنا للواحد الأحــــــــد''.
وكانت المفاجأة تخصني بعد ان أحطت بأخبار ''خَلَف'' الذي كان يقطع المسافات راجلا في قفار وجبال روايتي ''حلم المسافات البعيدة''، واسراره بين يدي. نعم، لقد اذهلتني المفاجأة حين التقت اطيافنا الثلاثة (محمود وخلف وثالثهما هذا العبد الفقير لربه)، ومن دون اعداد مسبق نعلَمه لنتوحد في مشاعر ولقاء.. لكنها الارواح جنود.
***
ونعود الى الشاعر محمود فضيل التل وايام البدايات وفي ساحة علْم كانت متواضعة في طرف عاصمتنا العزيزة ''عمّان''، والساحة تلك هي حرم الجامعة الاردنية في منتصف الستينيات او لنقل قبل ثلاثة واربعين عاما، وقد سبقني الصديق الى الموقع وكان احد طلبة قسم علم الاجتماع، ونحن طلبة قسم الجغرافيا في الجوار، وبيننا ظلت التحية عارضة متعجلة، فبدايات الجامعة تلك الايام كانت تحاصر طالب العلم بجدية المسار ونتيجة آخر العام، فليس هناك برامج لساعات مختارة، او سحب واضافة، او فترات من اجل الاسترخاء. فالمنهاج مكتوب، والمجلدات تنوء بها الايدي، والتعامل مع الاساتذة يميل بنا الى الحذر في السلوك مع احتساب هيبة مدرسينا وقدسية مواقعهم.
***
ذهبت الايام ومعها مواقفها الطارئة، وكادت الذاكرة تنسى وإن غدت تلك اللقاءات الماضية عابرة في اصلها حتى وقعت بين يدي مجموعة ''أغنيات الصمت والاغتراب'' سنة 1982، فعادت الذاكرة تستفيق على مهل، وافاقت اكثر مع المجموعة التالية للشاعر ''نداء للغد الآتي'' (1985)، وتبعتها اصدارات اخرى.
ورافقتنا ظروف مواتية ذات مساء في ''ضانا المحمية'' لنستمع لصوت الشاعر المنتمي فيعيد للمكان تحية ومن ذوب الوجدان:
''لله ضانا فما أحلى مسمّاها
وما أرقّ الهوى في طيب نجواها
قد جئتُها وبهاء الشوق موعدـنا
فما بغيرِ عيون الشعر نلقاهــــــا
محميةٌ من رموش العين قد غزلت
فيها الحياةُ وهذا القلب مأواها
هي الطفيلةُ إذ يزهو الجنوب بها
وفي الشمالِ بريقٌ من محيّاهــا''
***
صديقنا محمود.. وحين نميل إلى نبض مشاعرك في ''أنشودة المستحيل''، وفي ''صحو الطوفان''، نجدك مع تابعنا ''خَلَف''، فتستوقفنا ملامحك المتعبة وإن لمحناها منذ زمن بعيد، فهي لشاعر متفرد بذاته، يطوي الدروب، يلوب، وفي أجواء من ضياع حلم مسكون بنقاء الفطرة، وكلما رجعنا الى ما فات نراك كمن أخذته الحياة الى مرتفع، وعلى صخرة اقام وحيدا مثل من يتبصر في ما جرى ويجري، وبين عينيه غربة المسار، هو لم يتغير حتى اليوم.
وأنت مثله صوفي مغرق في تعبده، الملامح صامتة وفيها إصرار على الثبات، تكاد تعلوها مسحة من صرامة، لكنها بعيدة عن التوحش، تتلطف بعد حين لتبحث عن مسرة لترتاح الخطى قليلا، وطريقك المنتظرة في صحو الطوفان طويلة، ولكنك تشد خطاك.
''أسيرُ إلى حيث لا تنتهي
عند سيري الطريق
طريقي طويل
ويمطرها كل حين سراب''.
***
أخي محمود، نجدك تمعن في التبصر والترجّي مثل من يبحث عن برد اليقين وهو يرصد هلال الشك، وتطيل كي تفر من بين عينيك لحظات الريبة والمحنة التي تغوّلَ شُطّارُها، وجرحوا وجهَ النقاء، وأصابوا شرف الرجولة، وخالطهم من كل حدب وصوب من أشهروا العداوة للأمة.


____________________________________
انا فتح وعاصفة انا الاصرار والمدفع
انا باق على ارضي اموت بها ولن اركع
شعر والدي لطفي الياسيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fteatim.yoo7.com/admin/index.forum?part=users_groups&sub=
 
محمود فضيل التل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الفتيات :: شعراء وكتاب-
انتقل الى: